❤✔▂▃▅▆▇★☀منتديات احزان للابد❤✔▂▃▅▆▇★☀
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

❤✔▂▃▅▆▇★☀منتديات احزان للابد❤✔▂▃▅▆▇★☀

❤✔▂▃▅▆▇★☀منتديات احزان للابد❤✔▂▃▅▆▇★☀
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  وبشر الصابرين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 226
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

 وبشر الصابرين Empty
مُساهمةموضوع: وبشر الصابرين    وبشر الصابرين Emptyالأحد نوفمبر 28, 2010 1:58 pm

"... وبشر الصابرين"

تيسير رجب التميمي : قاضى قضاة فلسطين

يوقن المؤمن الحق أن لا مفر له من الأزمات والنائبات، فقد أصابت من قبله رسل الله وأنبياءه وأتباعهم، فهي العاصمة له من التخبط في ظلمات الفتن وليل المحن، وهي الحامية له من الذهول عند الابتلاءات، إذا استنارت روحه بضياء الصبر، وتحرر فؤاده من رهبة القنوط والخوف، وإذا أخذ أهبته حتى لا تداهمه النوازل على حين غفلة منه.
ولن يبلغ المؤمن هذا المبلغ إلا أن يوطن نفسه على الثبات ورباطة الجأش عند استحكام الشدائد، فإن :
“من يصبر يصبره الله” رواه البخاري
ويكون ذلك باحتمال ما تجد النفس من المكاره، وبالفرار إلى الله لاستمداد العزم والعزيمة منه، ولاستلهام الاستعلاء والعزة من عنايته وحفظه، والاستبشار برفع البلاء واستحقاق خير الجزاء، قال تعالى :
{{ يَاأَيهَا الذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصبْرِ وَالصلاةِ إِن اللهَ مَعَ الصابِرِينَ * وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثمَرَاتِ وَبَشرْ الصابِرِينَ * الذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ }}
(البقرة 153- 157)
وهذا هو الصبر، فمن علم أن الله تعالى سيبدله بكل ذلك رضاً نفسياً وسكوناً قلبياً، فقد صح إيمانه وخلص قلبه، قال تعالى :
{{ فَلا وَرَبكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتى يُحَكمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُم لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِما قَضَيْتَ وَيُسَلمُوا تَسْلِيماً }}
(النساء: 65)
إذ لا يمكن للإيمان أن يجتمع مع الاعتراض على الله تعالى والسخط على أقداره.

ترجمان الإيمان
إن الصبر ترجمان الإيمان والتصديق، لأنه الصلة بين الإنسان وربه عز وجل، ولا بد لهذه الصلة أن تخضع للابتلاء ليبدي صدقها من زيفها، فالإقلاع عن المعصية والإقبال على الطاعة مثلاً من أدل البراهين على قوتها، إذ لا يمكن ترك المعصية والمواظبة على الطاعة إلا بالصبر، قال تعالى :
{{ أَحَسِبَ الناسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنا الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَن الْكَاذِبِينَ }} (العنكبوت: 2-3).
والمؤمن ينبغي له ألا يبدي الندم أو يُجري الدمع إلا على ما فاته من الطاعة، قال تعالى :
{{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِن ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لا يُحِب كُل مُخْتَالٍ فَخُورٍ }}
(الحديد: 22- 23)
وما ذاك إلا لأنه يسلم بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ولأنه يعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.
وما قدر الله المصيبة لتهلك المؤمن، بل لتمتحن صبره وإيمانه، وما كتب سبحانه فتنة الابتلاء إلا لتميز المؤمنين وتنقي صدورهم وصفوفهم، فمراتب الكمال منوطة بالصبر. قد حدث هذا في أحد، حيث كان المصاب فيها عظيماً أليماً، لكنه كشف الولاء الحقيقي للمؤمنين وأظهر أعداءهم؛ ومن اخترق جماعتهم قبل أن يكشفهم القرآن الكريم، فالمواقف هي ترجمة لما في القلوب التي في الصدور، قال تعالى :
{{ مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطيبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِن اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }}
(آل عمران: 179).

صبر الرسل
ورسل الله هم أول من نتمثل بهم في الصبر على البلاء بكل صوره، وأعظمهم في ذلك أولو العزم الذين لاقوا منه ما رفع مكانتهم ومنزلتهم عند ربهم جل وعلا، فجعلهم قدوة من بعدهم من الرسل، قال تعالى :
{{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرسُلِ }}
(الأحقاف: 35)
فاقتدى بهم صلى الله عليه وسلم، بل ضرب لنا أروع الأمثلة في الصبر.
وتتنوع المصائب والابتلاءات التي تنزل بالمؤمن، فقد تكون في نفسه أو أهله أو ماله، وأعظم الابتلاء ما كان في الدين، فقد يلاقي المؤمن من عدوه ما يفوق القدرة والاحتمال، وما لا يدركه الخيال، لكنه لا يتنازل عن دعوته ورسالته، وقد لاقى الرسول وصحبه مثل ذلك، فقد بلغ بهم الأذى في مكة ما دعاهم إلى الشكوى له صلى الله عليه وسلم، فقال
{ قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه }
(رواه البخاري).
وقد تكون المصائب في أمور الدنيا، فلا بد من مواجهتها بالصبر، يقول الله تعالى في الحديث القدسي :
{{ ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضتُ صفيه من أهل الدنيا ثم احتسَبَه إلا الجنة }}
رواه البخاري
فالله سبحانه وتعالى يضاعف الأجر والثواب لعبده على صبره ورضاه بقدره وإخباته لابتلاء ربه، ولا يحسبن المبتلى ما دام طائعاً عابداً أن ربه عز وجل غاضب عليه، قال صلى الله عليه وسلم :
{ إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط }
(رواه الترمذي).
أما من جزع فله الجزع، قال صلى الله عليه وسلم :
{ ما يصيب المسلم من وصبٍ ولا نصبٍ ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفرّ الله بها من خطاياه }
رواه البخاري
والجزع هو قلة الصبر وضعف الهمة عن احتمال المحن والفتن، وإكثار الشكوى والتظلم من البأساء والضراء.
والصبر من صفات الرجولة الناضجة والبطولة الفارعة، فإن عظائم الحياة وأثقالها لا يحملها صغار النفوس وضعاف الهمم، فعلى قدر العزم تأتي العزائم دائماً، ولا ينهض بالمهام العظيمة إلا العمالقة، لذلك كان الصبر من معالم العظمة، ومن دلائل هيمنة النفس واستعلائها على الخوار، وعلى الضعف والانهيار أمام الأقدار.

الصدمة الأولى
وللصبر درجات، أفضلها ما كان عند الصدمة الأولى لعظم المشقة حينها، فبعد ذلك يهون الأمر وتخف حدته، فإن لمفاجأة المصيبة وبغتتها رعب يزعج القلب.
وليس في التكليف أصعب من الصبر على القضاء، ولا فيه أفضل من الرضا به، فالرضا قرين الصبر. فأما الصبر فهو فرض، وأما الرضا فهو فضل، وإنما صعب الصبر لأن القدر يجري في الأغلب بمكروه النفس، ولا ينحصر مكروه النفس في المرض والأذى في البدن، بل هو يتنوع إلى صور كثيرة، فقد يبتلى المؤمن بضيق ذات يده وفقره المدقع، مقابل ما يراه من تمتع الكافر الفاجر الظالم بالغنى الفاحش أو مصادر القوة والبطش، وربما استاء من إنعام الله تعالى على هؤلاء العصاة وهو المؤمن الموحد المتعبد، لكنه إذا تلا قوله تعالى :
{{ وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ الناسُ أُمةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرحْمَانِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ }}
(الزخرف: 33)
علم أن ليس للدنيا عند الله وزناً، بل علم أنها لو كانت تساوي عند الله بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء، وأن الجنة ونعيمها جزاء ثمين لا يكون إلا لمن بذل له كل غال ونفيس، قال تعالى :
{{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنةَ وَلَما يَأْتِكُمْ مَثَلُ الذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَستْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضراءُ وَزُلْزِلُوا حَتى يَقُولَ الرسُولُ وَالذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِن نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ }}
(البقرة: 214).
ويحسن بالمؤمن أن يرتقي إلى ما هو أعلى منزلة من الصبر والرضا، إنه الشكر، فيرى المحنة منحة، وأن الله جل شأنه إذا ابتلى عبده لم يرد هلاكه، وإنما أراد إما تمحيص ذنوبه، وإما تبليغه منزلة لم يبلغها بعمله، لأن من اشتد خوفه بكى، ومن اشتدت مصيبته دعا، وهذا الوقت عصيب، وهو ساعة إجابة وساعة صدق في الطلب وما دعا صادق إلا أجيب، قال تعالى :
{{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَني فَإِني قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلهُمْ يَرْشُدُونَ }}
(البقرة: 186).
@@@@@
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://a0b0d.hooxs.com
 
وبشر الصابرين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
❤✔▂▃▅▆▇★☀منتديات احزان للابد❤✔▂▃▅▆▇★☀ :: احلى منتدى اسلامي-
انتقل الى: